فوجئت بموهبة سالم الدوسري

اشتهر في بلاده البرازيل لكن حظه من الكرة الدولية لم يكن بقميص السليساو لأسباب كثيرة. دُفع إلى تمثيل إسبانيا دولياً وكان أحد نجومها التاريخيين. اليوم في «عكاظ» نستضيف ماركوس سينا، لاعب كرة القدم البرازيلي الذي أصبح أحد رموز الكرة الإسبانية، ولم يكن مجرد لاعب مميز بل أسطورة حية في تاريخ منتخب «لا روخا». بدأ سينا مسيرته في البرازيل قبل أن يحقق شهرة واسعة في إسبانيا مع فياريال، حيث قاد «الغواصة الصفراء» إلى نجاحات تاريخية، بفضل أسلوبه المميز في اللعب وذكائه التكتيكي، أصبح سينا أحد الأعمدة الأساسية في منتخب إسبانيا الذي فاز ببطولة كأس أمم أوروبا 2008، وكانت بداية تحول تاريخي في مسيرة «الماتادور».

لكن مسيرته لم تتوقف عند هذا الحد؛ فها هو اليوم، بعد سنوات من التألق في الملاعب، يفتح صدره لـ«عكاظ»، ويعبّر عن تطلعاته وآماله للمستقبل، مشيدًا بما يشهده الدوري السعودي من تطور غير مسبوق، ومدافعاً عن أهمية الاستفادة من التجارب الأوروبية لتطوير اللاعبين السعوديين، وفي حديثه عن استضافة السعودية لكأس العالم 2034، يتوقع سينا نجاحاً مذهلاً للمملكة وهي على أعتاب فصل جديد في تاريخ الرياضة العالمية. سينا في الحوار الآتي كشف تفاصيل المرة الأولى التي شاهد فيها سالم الدوسري، وكيف تطورت قدراته بعد عودته من إسبانيا إلى المملكة.

• كيف استطاع فياريال تجاوز الوقت الصعب الذي مرت به مقاطعة فالنسيا أخيراً بسبب الإعصار والفيضانات؟

•• ما حدث في الإقليم أمر فضيع ولم نتجاوزه بالكامل حتى الآن لكن علينا الاستمرار في العمل والتكيف مع الوضع حتى تعود الأمور إلى وضعها الطبيعي.

• بدأ فياريال الموسم بشكل مثالي حتى الآن على الرغم من الإصابات، ما الأسباب، وما دور مارسيلينو؟

•• سعيد جداً بالأداء الذي يقدمه الفريق لكنني لستُ متفاجئاً بعدما قضى مارسيلينو صيفاً بأكمله مع الفريق وأعده كما يجب، كذلك عدم المشاركة في أوروبا هذا العام، أعطى فياريال مساحة أكبر للراحة، لكن في الموسم القادم علينا العودة من جديد لأوروبا.

• فياريال يُعرف بأنه برازيل إسبانيا بسبب كرته الجميلة لكن علامته التجارية ليست منتشرة كما يجب، ما أهداف فياريال من حضور قمة كرة القدم العالمية في الرياض؟

•• مع الأخذ بالاعتبار كل الاختلافات، إلا أن هناك كثيراً من التشابه بين فياريال والبرازيل بدءاً من ألوان القميص، مروراً بأسلوب اللعب الذي ينتهجه فياريال ويبدو كفريق متكامل ممتع. وفيما يتعلق بمؤتمر القمة العالمية، دون شك حدث عالمي كبير تشهده الرياض، وفياريال سيتواجد بهدف تعزيز علامته التجارية أكثر في منطقة الشرق الأوسط.

• قبل أن تغادر إلى فياريال، كنت نجماً حقيقياً في البرازيل، فزت بكأس العالم للأندية واحتللت المركز الثاني في كأس ليبرتادوريس. ومع ذلك، أصبحت نجماً خارقاً مع الغواصة الصفراء، ماذا يعني فياريال بالنسبة لك؟

•• فياريال هو منزلي وعائلتي عندما قررت الرحيل نحو أوروبا، لم أكن أتصور أنني سأجد نادياً مثل فياريال، باعتقادي هي شراكة رائعة بيني وبين النادي.

• هناك مناقشات مستمرة حول لاعبين يمثلون منتخبات وطنية لم يولدوا فيها ولم يكبروا فيها، لماذا قرر ماركوس تمثيل إسبانيا بدلاً من البرازيل؟

•• الأمر بسيط جداً بالنسبة لي عندما لا تجد الفرصة في بلدك الأم لأي سبب، وتتاح لك في بلد آخر، من الطبيعي أن تستغلها وتحقق بفضلها كل ما يمكن تحقيقه، وهذا ما حدث معي، لم أجد الفرصة في البرازيل، وإسبانيا فتحت لي أبوابها، وشاركت بسبب ذلك في كأس العالم واليورو. لذلك أنصح كل لاعب بالنظر للفرص التي تُتاح واغتنامها.

• كانت بطولة أوروبا 2008 نقطة تحول في تاريخ المنتخب الإسباني، ما أسباب نجاح ذلك الجيل على الرغم من الضغوط الكبيرة في ذلك الوقت؟

•• الضغط حينها كان مهولاً ولا يمكن وصفه، لأن إسبانيا لطالما امتلكت لاعبين مميزين لكن لم تحقق شيئاً منذ فترة طويلة، بعد تحقيق يورو 2008، تغيرت الأمور كثيراً، فتحقق يورو آخر ومونديال وأخيراً يورو أيضاً، كل ما كانت تحتاجه إسبانيا هو انطلاقة تفتح الأبواب لبقية الأجيال وهذا ما حدث مع ذلك الجيل الذي كنت محظوظاً بأنني جزء منه.

• هل تشاهد أو تتابع الدوري السعودي، وما انطباعاتك عن التغيير الكبير الذي يحدث هنا الآن؟

•• نعم شاهدت بعض المباريات عطفاً على ما شاهدته وقرأته وبالنظر للرغبة الجامحة للتطور المستمر مع الطموح العالي، وبتواجد النجوم الكبار ربما يكون الدوري السعودي من أهم الدوريات في العالم إذا استمر العمل بهذه الوتيرة.

• سالم الدوسري أفضل لاعب سعودي حالياً ومن الأفضل تاريخياً، قضى 6 أشهر مع فياريال في المدينة الرياضية، وكانت نقطة تحول في مسيرته نظراً لمعرفتك الجيدة بالنادي، ما التأثير الذي يمكن أن يضيفه فياريال للاعب حتى يتمكن من التطور؟

•• تفاجأت بموهبة سالم الدوسري عندما شاهدته للمرة الأولى، والذي أصبح لاعباً مؤثراً وحاسماً أكثر بعد عودته من فياريال، التطور الذي حدث مع سالم حدث مع لاعبين كثر حول العالم زاروا الأكاديميات وحصلوا على الاحتكاك المطلوب في المدارس الأوروبية، كثير من اللاعبين سواءً في السعودية أو غيرها يمتلكون الموهبة ويحتاجون لدفعة أكاديمية لتجعل منهم لاعبين أفضل.

• كيف ترى استضافة السعودية لكأس العالم 2034؟

•• السعودية تمتلك البنية التحتية لاحتضان مثل هذا الحدث وستنجح مثل ما حدث مع قطر في المونديال الأخير، وجود دوري قوي ويتطور بشكل مستمر، بدون شك سيساهم أيضاً في إنجاح الاستضافة، بطولة كأس العالم هي محط أنظار الكل، وأعتقد السعودية مستعدة لتنظيم كأس العالم بكل اقتدار.